بدو السماء ملبدةًً بالغيومِ .. يعُم الظلام ويتناثر بأرجاء ِ المكان يفر الجميع من حولها مسرعين .. آملا فى التخفى بجحورهم من البردِ القارص وقطرات المطر تنظر الى السماءِ فى قلق .. وتفر هى الآخرى مسارعةً خطواتها ولكــــــــــــــن ...... يتوقفها فجأةً فى زحمه السير .. اصطدام كتف آحداهم بكتفها ينظر اليها فى خجل قائلا : " انا آسف " تلتفت اليه ..فيرتجف جسدها باكمله وتحدق النظر به فتتخلل الدموع عينها لتغطى جفونها وتذهب لبحور ذكريات سنوات مضت فتذهب حين جلسا متقابلين لبعضهما البعض .., ومن حولها افراد عائلتهما .. يبارك الجميع خطبتهما وتتذكر حين حاولت ان تنظر اليه خلسةً لاولِ مره منذ جلست معه فتجد عينيه موجهتان صوب عينها .. ويرسم على شفتيه ابتسامه , تحمل كثير من معانى الآمل والحب والطمأنينه فتحمر وجنتيها وتنظر بعيداً فى خجل شديد وتتذكر كيف استطاع ان يملك قلبها فى شهورٍ قليله وكيف اصبح مصدر الآمان لها فكان يكفى وجودها برفقته لتشعر بالطمأنينه فتتذكر ذلك اليوم الذى سارا فيه سويا .., فأغمرتهما الامطار ودوى بآذانهما صوت الرعدِ وارجفت ابدانهما بروده الشتاءِ فأخذت تنظر حولها وينتفض قلبها من ذلك الجو المريب .., فاذا به ينظر لعينتها القلقهِ الخائفه .. ويربط على يدها برفق فتشعربدفئ يده حاضنةً يدها فتنظر اليه فى فرحٍ .. ثم تفرد زراعيها حاضنةً قطرات المطر وتتذكر حينها فرحتها بيوم زفافهما .. حين شعرت بكونها ملكه متوجة على عرشها برفقته .., وسط حشود من التهانى والدعواتِ لهم بالسعادهِ ولكن .. لتنظر اليه وتتنهد طويلا لتتذكر مشهد النهايه من فصول قصتهما حين سأم كلا منهما صمت حياتهما معا وركودها لينفجر كلاهما بما يحويه بداخله ...
" انت اتغيرت اوووووى ومبقتش بتحبنى زى الاول انتِ اللى مش عايزه تفهمى ان الحياه اختلفت انت زمان كنت حنين معايا .. لكن دلوقتى مش بتهتم بيا ولا بوجودى انتِ لازم تيجى على نفسك وتستحملينى اكتر من كده انا استحملت كتير بس انت انانى مش بتقدر اى حاجه انا اللى مش بقدر ولا انتِ اللى ...... "
ويظل كلاً منهما يتبادل ادوار الهجومِ والدفاعِ الى ان يقاطعها صوته من جديد مكررا اسفه فيفيقها : " انا آسف .. بجد آسف "
فتتذكر حينها آخر ما سمعت منه من كلماتِ قبل ان تٌكتب كلمه النهايهِ ويٌُسدل الستار على قصتهما
"واضح اننا مش هنقدر نكمل مع بعض .. احنا لازم ننفصل "
فيُفيقها هذه المره ارتطام قطرات المطر بكفيها .., فتنظر الى السماءِ لتحتضن جفونها قطرات المطر وتمتزج بدموع عينها المتساقطه على وجنتيها فتمسحهما برفق .. وتنظر اليه راسمةً على شفتيها ابتسامة باهته قائله :
" ولا يهمك ... مفيش حاجه حصلت "
ثم تدير وجهها وتواصل السير بطريقها مسرعةً.., لتلحق بغيرها وتتخفى من ...