نشر موقع "الجماعة الإسلامية" حواراً مع عبير طلعت فخرى، بطلة أحداث الفتنة الطائفية بإمبابة،سردت فيه قصتها مع زوجها ودورها فى فتنة امبابة، واليوم السابع تنشر الحوار كاملا ، إيمانا منها بضرورة وضع كل المعلومات امام القراء ، مع التنويه أننا لم يتسن لنا التأكد بصورة قاطعة ومن مصادر موثوقة مما أورده موقع"الجماعة الإسلامية" على لسان " عبير" ..
نريد أن يتعرف القارئ على حضرتك؟
أنا اسمى "عبير طلعت فخرى"، امرأة مصرية .. عشت على أرض مصر.. وشربت من نيلها.. واستنشقت من هوائها. أنا امرأة مصرية من أبوين مصريين كادحين من أجل أربع بنات وأخ.. وأنا أكبرهم سناً، نعيش بمحافظة أسيوط، مركز الساحل عزبة الشيخ شحاتة.. والتحقت بالتعليم مثل كل فتاة تريد أن ترتقى بمجتمعها بعيدا عن الجهل والتخلف.. فحصلت على دبلوم تجارة.. ثم التحقت بمعهد لدراسة الخطوط.
هل أنت متزوجة؟
نعم.. تزوجت مثل كل فتاة بشاب تقدم للزواج بى من نفس ملتى المسيحية.. ولكن للأسف لم يكن كما يظن به والدى أنه حسن الأخلاق كريم المعاشرة..
لماذا تلمحين إلى أن زوجك لم يكن حسن الأخلاق ولا كريم المعاشرة؟
لأنه أساء معاملتى وأهاننى، ووصل به الأمر إلى أن اتهمنى فى عرضى وشرفى، حتى أنه من سوء خلقه رمانى بالفاحشة مع أخيه.. وحاولت الصبر عليه مرضاةً لربى.
إلى أن جاء يوم وأنا حامل فى شهرى الثامن، فأخذ بالاعتداء علىّ نفسياً وبدنياً حتى جرح وجهى وتلون بلون يدل على قسوة ذلك الزوج الذى أقسم كذباً أمام الرب أنه سيحافظ علىّ، ولم يكتف بما فعله بضربى وإهانتى وتعريض جنينى للوفاة، بل طردنى من البيت.. كل ذلك لمجرد أنه عرف أن الجنين أنثى.
ولماذا لم تلجأى إلى الشرطة أو القانون لحمايتك منه؟
عندما ذهبت إلى بيت أهلى ورأت أمى ما لحق بى، ساءها ما رأت على وجهى وجسدى من آثار الإجرام .. وأرادت أن تتقدم إلى الشرطة شاكية زوجى الذى لم يحسن عشرتى.. ولكن حال بين ذلك أبى، خوفا من كلام الناس.
هل رجعت إلى زوجك مرة أخرى؟
مكثت فى بيت أهلى بعد ولادة طفلتى سنة وأربعة أشهر، لم ير زوجى ابنته كل تلك المدة، ولم يعرها أى اهتمام، ولم أرجع إليه وهو لم يكن يريدنى.
كيف كانت بدايتك مع الإسلام؟
تحدثت مع بعض زميلاتى وزملائى عن الإسلام، حتى استقر فى نفسى أن أغير وجهتى شطر المسجد الحرام، ظنا أننا نعيش فى عصر الحرية والكرامة الإنسانية وحرية اختيار العقيدة التى كفلتها كل المواثيق والدساتير.
هل أشهرت إسلامك؟
نعم.. أشهرت إسلامى بالأزهر الشريف، فقد سافرت مع زميل لى فى معهد الخط إلى القاهرة يوم 15سبتمبر لأشهر إسلامى وأوثقه، وهو أ/ "ياسين ثابت" الذى وقف بجانبى فى تقديم الأوراق والتوثيق فى الأزهر، وتم ذلك يوم 23 سبتمبر، واتخذت لنفسى اسماً جديدا وهو "أسماء محمد أحمد إبراهيم". مع ما أسمعه من محاولات الضغط على البعض للرجوع القسرى عن معتقداتهم..آثرت البعد عن بلدى الذى أحبه وأعشقه، ولكن ماذا أفعل وأنا امرأة ضعيفة تريد أن تعيش وتحيا فى حرية وكرامة إنسانية.
وأين ذهبت؟
بعد أن وثقت إسلامى ذهبت إلى قرية "ورورة" التى تتبع مدينة "بنها" عن طريق رجل بلدياتى اسمه "جعفر".
هل كان أهلك يعلمون أين تعيشين؟
لا.. لم يكن أحد يعلم أين أسكن، حتى أول شهر مارس الماضى.
ماذا حدث.. هل علموا مكانك؟
تقلبت الأيام معى تقلبًا سريعاً.. ومع نسائم ثورة 25يناير اختلفت مع بلدياتى "جعفر" على بعض المال القليل، فوشى بمكانى لأهلى.. وسرعان ما أتوا على عجل وأخذونى.
هل رجعت إلى زوجك.. أم بقيت فى بيت أهلك؟
لم أرجع إلى زوجى.. ولم أجلس فى بيت أهلى.
فإلى أى مكان ذهبت؟
أنا لم أذهب ولم أتحرك.. أنا أهلى سلمونى لكنيسة أسيوط .. فكانت بداية سجنى واعتقالى فى أوائل شهر مارس 2011 ، فمكثت سجينة فى "دير العذراء" بأسيوط حوالى ثمانية أيام.. ثم تم ترحيلى إلى دار المسنات بأسيوط ومكثت بها قليلا، ثم رحلتنى مرة أخرى الكنيسة إلى فندق يتبع بعض المسيحيين بأسيوط، واستمرت الترحيلات بين كنيسة وأخرى، حتى تم ترحيلى إلى القاهرة تحت إشراف كاهن كنيسة أسيوط.. وفى الكاتدرائية بالعباسية.. تم الضغط علىّ ليسلبوا منى حريتى وكرامتى فى اختيار معتقدى، ومع الخوف وافقتهم ظاهريا .. حتى لا أصاب بأذى.. حتى ظنوا أننى قد رجعت عن الإسلام.
عندما ظنت الكنيسة أنك رجعت عن الإسلام.. هل تركتك تأخذين حريتك فى التنقل؟
لم تتركنى.. وتم نقلى إلى آخر سجن ومعتقل لى بمحافظة الجيزة، وتحديداً فى منطقة إمبابة.. ووضعت فى سجن خاص ذى شبابيك حديد ومعزول لا يستطيع أحد الخروج منه، مجهز بسكن القديس يوحنا القصير الملحق والملاصق لكنيسة مارمينا.. وكنت معزولة عن العالم فى تلك الفترة.وحتى وأنا فى محبسى بسكن القديس يوحنا القصير، لم يكن يفتح الباب إلا عن طريق كاهنة، وذلك لمجرد إدخال الطعام فقط.
ولماذا استمر حبسك؟
مكثت فى هذا السجن حوالى ثمانية أيام، حتى يأخذونى قصراً إلى السجل المدنى لتغيير أوراقى.. وهو ما يعرف بالإعادة.
هل كان هناك فرصة للخروج؟
لم تكن هناك فرصة، غير أننى اتصلت بالأستاذ ياسين ثابت عن طريق تليفون محمول استطعت أن أحصل عليه، وأخبرته بما سيحدث من خروجى مع بعض الكهنة إلى السجل المدنى. وقلت له: جهز سيارة حتى إذا خرجت معهم إلى السجل المدنى جريت منهم وتأخذنى بعيداً عنهم.
وهل تم ذلك؟
لا لم يحدث.. لأن الأحداث كانت أسرع.
ماذا تقصدين بالأحداث كانت أسرع؟
سمعت أصواتا فى الشارع والكنيسة وجلبة كبيرة، وفجأة جاءت الراهبة وعليها علامات الارتباك والحيرة والاضطراب، وهى تقول "خذى حاجتك وأخرجى من هنا بسرعة إحنا بريئين منك ومن دمك".وفى نفس الوقت رن التليفون المحمول وإذ بالصوت يقول: "أنا رئيس المباحث أنت فين يا بنتى".
ولكننى خفت وقفلت التليفون، وخرجت إلى الشارع وسط زحام شديد وهوجة كبيرة، فأخذت "توك توك" لأرحل بعيداً شاكرة الله على نعمة أن نجانى من سجنى ومعتقلى.. راجية ألا أعود إليه مرة أخرى ولا أحد من الناس.