"آدي يا عم
الثورة"



"مش شيلتوا حسني
من ٦ شهور... حصل ايه بأه؟ انسى يا عم مفيش امل"



"يا بيه ده انا
بجيب لأمي علاج بـ ٣٠٠ جنية في الشهر. لما حالي يقف كده الثورة هتروح تشتريه لامي"











كل ده كلام اتقالي فعلاً من
ناس انا متأكد ان نواياهم سليمة و بيقولوا الكلام ده عن قناعة... ولا فلول ولا حزب
وطني







اكيد طبعاً ناس كتير لازم تشوف الصورة وحشة كده لما تبص
حواليها بعد ٦ شهور و تلاقي كيلو اللحمة لسه بـ ٦٠
حنية و مبارك بيصيف في شرم و امين شرطة هربان هو
الوحيد اللي أخد حكم و ظباط الداخلية بيضربوا و بيعتقلوا اهالي الشهداء في نفس الميدان اللي قتلوا فيه ولادهم عادي جداً







المشكلة ان معظم الناس كانت فاكرة ان
تاني يوم بعد تنحي مبارك هيصحى يلاقي كل مشاكلة
اتحلت و كأن الثورة دي شفرة كتبها في لعبة "جي تي ايه" و لما ده محصلش شافوا ان الثورة دي كانت مجرد هبه (هب ... يهب ... فهو هابب). صعبان عليا اوي ان في ناس بتقلل من قيمة اللي عملناه كده. طبعاً الثورة لسه مخلصتش و معظم مطالبها ماتحققتش و اللي اتحقق منها كان شغل كروته. بس اللي عملناه كان شئ عظيم مفيد للبلد بمليون
طريقة. النوت دي هي الاولى من
سلسلة نوتات هكتبها عن حاجات انا شايف ان الثورة غيرتها بالفعل.
انا مقتنع ان المفروض يكون من اولويات كل واحد شارك في
الثورة انه دايماً يفضل فاكر و
بيفكر الناس بقيمة اللي حصل في التحرير يوم ٢٥ يناير. لما نحس بقيمة اللي حصل هنحافظ عليه و هنعمل كل اللي نقدر علية عشان يكمل لآخره










الفائدة الاولى: حالة التفكير و الابداع و امكانية الحلم عند الشباب
المصري


















قبل ٢٥ يناير,
كان الشباب شايف ان البلد مش بتاعته و مهما عمل مش هيقدر يحافظ فيها على كرامتة و حقوقة كأي بني آدم. معظم الشباب كان عايز يسيب البلد
حتى لو هو بيحبها و بيموت فيها بس بردو هو مش عايز
عيالة تطلع تدرس مناهج من ايام الحملة الفرنسية و
يسمعوا اغاني تامر حسني و عمرو حاحا و يتفرجوا على افلام
السبكي و طلعت ذكريا و في وسط كل ده هو مش فاضي يربيهم لانه طلعان عينية كل يوم شغل عشان يعرف يأكلهم و يجيب لمراتة مكونات الطبخة اللي
عملها "الشيف شربيني" في البرنامج بتاعة امبارح... اسلوب حياة
متقدرش تلوم اي حد انه مش حابب
يعيش فيه حتى لو هو بطل العالم في الوطنية. من حقه يحلم باسلوب
حياة محترم ليه و لعيلتة و ده كان شبه استحالة قبل الثورة







بعد ٢٥ يناير,
في قناعة انه لو اتجمعنا نفدر نعمل اي حاجة. البلد رجعت لنا. حتى لو هي مش
ماشية على الطريق الصح من بعد تنحي مبارك بس عارفين اننا نقدر نغير كل حاجة فيها و نمشيها على الطريق الصح بدليل
١٨ يوم تحرير. اتفجر جوا الشباب طاقة حرية تفكير و
ابداع مهولة







شوفنا في الميدان ابداعات جميلة جداً في اللافتات و مليون
طريقة مبتكرة في التعبير عن كلمة واحدة "ارحل". ايه كم
الابداع ده؟ ماتخيلتش اصلاً ان في نسبة العقول المبدعة دي في
مصر. الناس لما كسرت حاجز الخوف طلعت حاجات كتيرة
حلوة اوي مكبوتة جواها. واحد زي "الخباز الفصيح" لما بسمعه بقتنع بكلامة و بحس انه فاهم اللي بيقولة اوي اكتر من مليون سياسي معروف. مع ان الراجل ده لو كان نزلت له نفس الفيديوهات ع اليوتيوب قبل ٢٥ يناير ماكنش
حد هيشوفها. الثورة خلتنا نسمع بعض اكتر







قبل الثورة كنت بحاول اقنع صحابي انهم
يسمعوا حمزة نمرة... معظمهم كان بيتريق عليا لان ده
مطرب بيغني للانسان مش للشفايف و العيون و الوراك و طيبة قلبك. دلوقتي كل صحابي
بيسمعوا حمزة نمرة و بيحبوا اغانية جداً مع انها هيا هيا نفس الاغاني. تقريباً ده عشان كنت بحاول اسمعهم اغنية "أحلم
معايا" في زمن الحلم فيه كان شبه استحالة. و
لما اتغير جواهم امكانية الحلم قدروا يسمعوا الكلام
ده و يصدقوة لانه دلوقتي منطقي. الفن هو اكتر حاجة بتأثر في الانسان...
ممكن يأثر فيك يخليك عايز تبقى شاب عسول زي "تامر من غمرة" او يخليك عايز تحلم و تشتغل و تطور بلدك و حياتك و تخلف و تربي صلاح الدين جديد. استخدامنا للفن كان للترفية المبتذل و بس. دلوقتي في مجال لفنانين بجد زي "هشام الجخ" و "حمزة نمرة" "امير
عيد" و "هاني عادل" يعملوا حاجات ملهاش
اي علاقة بالحب او العري و توصل لملايين بدل ما كانت بتوصل لـ ٥٠٠ واحد بس في ساقية الصاوي. طالما النوع ده من الفن اخد الفرصة هيغلب كل ما قبل ٢٥ يناير. اكبر دليل على كده ان تامر حسني نزل البوم جديد و بمشي في الشارع عادي و مش بسمعه. ده انا كان ممكن اعتصم الـ ١٨ يوم دول في التحرير بس عشان احل المشكلة دي.







لو شايف ان التطور اللي في الفن ده مش هيأثر في البلد
اوي لان اللي اتغير في الآخر شوية اغاني و افلام و
قصائد مش اصلاح اقتصادي او سياسي مباشر, احب اقولك ان لما الفن الهادف يعلم الناس تحلم و تفكر و تشتغل و تحب بلدها و تعيش عشان هدف هما هيقدروا يرجعوا امجاد البلد دي. اكتر حاجة كانت بتحمسنا في التحرير اننا نغني سوا "مصر يامه يا بهية" و "حدوتة مصرية" و
"احلم معايا" و "يا بيوت السويس"...
اللي كان دايماً في الميدان عارف كده كويس







احنا عندنا عقول فذة والله و اكترها لسه في الكاراتين
بتاعتها ماتفتحتش محتاجة بس اللي يحمسها و يوجهها و
يزرع جواها المبادئ اللي تخليها تمشي في الاتجاه الصح...
و الفن اكتر وسيلة فعالة يوصل بيها الكلام ده







بعد الثورة, شوفنا ع اليوتيوب اعلام اقيم من تاريخ
التوك شو المصري كله و من غير اي انتاج ضخم ولا حاجة.
اعلام عمله شباب من الثوار كلهم. احلى كوميديا سوداء
مصرية في "باسم يوسف شو" و توعية سياسية عبقرية في "قبيلة تي
في" و حاجات تانية كتير. الحاجات دي كلها بتساعدنا يكون
عندنا محتوى مصري محترم على الانترنت و دي حاجة مهمة
جداً. سيطرة امريكا على نسبة عالية من المحتوى العالمي
بيخليها تفرض فكرها و تبني هيبتها في العالم كله. و احنا للاسف المحتوى بتاعنا يكسف... يأخر البلد و يوصل اوحش فكرة عننا برة. ان شاء
الله شايف ثورة انتاج فكري بدأت











خلاصة الكلام: الثورة علمتني انا و انت نتكلم في السياسية و
نحلم لبكرة و نتناقش على حاجات في
البلد تتغير ازاي بعد ما كان اكبر حاجة ممكن نحلم نغيرها هي الكابتن
"حسن شحاتة". علمتنا نحلم و نفكر و نبدع و نعطى كل ذي قيمة قيمتة.
علمت الفنان يغني لبكرة و علمتنا احنا نقبل غناه و
احلامة و نشوفها منطقية...
اي حد يغلط في الثورة قدامك متسكتلوش. حضر في دماغك كل فوايد الثورة
من وجهة نظرك و قولها للي بيغلط في الثورة. خلي كل الناس تعرف قيمة اللي عملناه عشان تعيش تحافظ عليه و تسانده. احلم و ابدع و فكر براحتك.
عقلك حر... كل حاجة ممكنه






فكر ... ابدع ... احلم