موضوع: الحجر.. سلاح وإرث فلسطيني يضرب الأعماق الإثنين 6 ديسمبر 2010 - 14:50
تشكل الحجارة الفلسطينية معلمًا بارزًا ومقدسًا للفلسطينيين في مواجهة اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه في الضفة الغربية، في وقت عادت فيه حوادث الرشق بالحجارة من جديد إلى الساحة الفلسطينية في أعقاب كل اعتداء لجيش الاحتلال ومستوطنيه.
ويعد الحجر الفلسطيني سلاحًا قديمًا حديثًا يضرب أعماقه في الإرث الفلسطيني الذي استمر عبر سنوات طويلة لمواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين ابتداءً من سنوات الانتفاضة الفلسطينية الأولى وحتى اليوم، ويتمسك الفلسطينيون بشيبهم وشبانهم بالحجارة كوسيلة للتعبير عن غضبهم ولرد الهجمات الإسرائيلية إضافة إلى المناسبات الوطنية والتعديات الجديدة على الأراضي الفلسطينية.
عمليات الرشق وأعلنت سلطات الاحتلال، مؤخرًا، أن حوالي 300 مستوطن وجندي إسرائيلي أصيبوا منذ بداية عام 2010 بجروح مختلفة في حوادث رشق بالحجارة وقعت على مفترقات رئيسية بالضفة الغربية. ويشكل هاجس الحجارة خوفًا دائمًا يلازم المستوطنين أثناء سيرهم في الشوارع الاستيطانية المحاذية للتجمعات والمناطق الفلسطينية.
وحسب مراقبين، فإن كافة الإجراءات المتبعة في محيط المناطق الفلسطينية لم تفلح في منع عمليات إمطار مركبات المستوطنين بالحجارة من قبل الشبان الفلسطينيين.
وتتعدد إجراءات الاحتلال لحماية المستوطنين من أخطار الحجارة الفلسطينية، بين إقامة الأبراج العسكرية قرب البلدات الفلسطينية وفي محيط الشوارع الالتفافية التي يسلكها المستوطنون، إضافة إلى الدوريات العسكرية التي ينشرها في محيط هذه الشوارع ويسيرها طوال الوقت هناك، في وقت يجدد جنود الاحتلال عمليات التمشيط والبحث عن الراشقين للحجارة في القرى والمخيمات الفلسطينية دون أن يفلح في وقفها.
ويتعمد جنود الاحتلال اعتقال الفتية الفلسطينيين والأطفال بحجج مختلفة أبرزها رشق جنود الاحتلال ومستوطنيه بالحجارة، ولا يراعى أثناء عملية الاعتقال الأعمار، إضافة إلى إجبارهم على الاعتراف تحت الضرب والتهديد برشق قوات الاحتلال ومستوطنيه بالحجارة.
تعبير غضب ويعبر الفلسطينيون عن غضبهم من ممارسات الاحتلال واعتداءاته التي تستهدفهم برشق قواته ومستوطنيه بالحجارة، كما تتكرر هذه الحوادث في المناسبات الوطنية المختلفة التي يحييها الفلسطينيون، مستخدمين الحجارة كأدوات لضرب المحتل والانتقام منه.
ولا تختفي هذه الظاهرة مع مرور الوقت، ولكن تتجدد في كل عمليات توغل إسرائيلية في المخيمات والقرى الفلسطينية والأحياء، وتعيد الحجارة يوما بعد يوم إلى الأذهان الثورة والتمرد على المحتلين، في وقت تعتبر الحجارة فيه تعبيرا عن الثورة وفتيلا يشتعل ليعيد أجواء الانتفاضة من جديد إلى الشوارع والحارات والمخيمات الفلسطينية.
ويعزو آخرون عودة الفلسطينيين إلى الحجارة بسبب الظروف والتشديدات الكبيرة التي يلاقيها الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية من قمع وملاحقة من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة رام الله لأي أعمال مقاومة ضد الاحتلال.