موضوع: رسالةٌ إلى مسلم .. لا إفراط ولا تفريط الأحد 19 فبراير 2012 - 13:37
[size=21]
[/size]
[size=21]بسم الله الرحمن الرحيم[/size]
[size=21] والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين ..
لا إفراط ولا تفريط ..
هي رسالةٌ, إلى كل من يفكر, إلى كل من يشعر, إلى كل من لهُ قلبٌ ينبض, وعقلٌ بهِ يميِّز, وجوارحٌ تقوده لما يريد ..
هل سألتَ نفسكَ يوماً : ما أنا ..؟! وما هو الذي حولي ..؟!
دعوني أُلخِّصُها لكم, وأبدأ بما هو أهم مِنَّا .. سأبدأ بذكر الخالق عزَّ وَجَل, ربُّنا جميعاً وخالقنا جميعاً وخالق ما حولنا, وخالق كل شيءٍ نعرفه ولا نعرفه, سبحانه وتعالى عدد خَلْقِه .. كل من يؤمن بالله عز وجل, فعليه أن يصغي جيداً لما أقول .. أتيتُ هنا لا لأكتب, ولا لأظفر ببعض المديح والشكر, ولا لممارسة أي فنٍّ من فنون الكتابة, ولا لأحظى ببعض المكانة, ولا لتحقيق أيّ هدفٍ حياتيّ, ولا لغير ذلك .. بل أتيتُ هنا لأذكِّر الناسَ ببعض الأمور التي أراها قد غابت عنا, أو فهمناها فهماً خاطئاً, أو فهمنا جزءاً أو أجزاءً منها ولم نفهمها كاملة, أو فهمناها ولم نفهم ما يجب علينا بعد فهمها, أو فهمناها ولم نربطها كلها ببعض, أو فَرَّطْنا في بعضها, أو أَفْرَطْنَا في بعضها, أو فرطنا بها كلها, أو أفرطنا بها كلها, أو غير ذلك .. أمورٌ عظيمةٌ نراها بسيطة, ولا نعطيها حقَّها كاملا ..
اللهُ جَلَّ جَلالَه .. خالق السماوات والأرض, وخالق كل ما بينهما, وخالق الشمس والقمر, وخالق الكواكب والنجوم, وخالق كل شيءٍ سبحانه وتعالى .. من يؤمن بالله عز وجل سيقول : كلنا نعلم هذا ..! ونعلم ما لنا وما علينا ..
وأنا أعلمُ أنكم تعلمون, لكنَّ المهم هو عندما عَلِمْنَا ماذا عَمَلْنَا ؟! وهل عمَلُنا هو العمل الصحيح الذي ينبغي علينا عمله بعد عِلْمنَا ..؟! وما الذي ينبغي علينا أن نعمله إن كان عَمَلُنَا خاطئاً أو ناقصا ..؟!
هذا ما يهم .. في الحقيقة لا أعلم من أين أبدأ بعد ذكر الله عز وجل, هل أُفصِّل وأعيد ذِكر ما تعلمون ابتداءً من خلق آدم عليه السلام إلى يومكم الحاضر ..؟! وإن شَرَعْتُ في ذلك, فهل سأستطيع إتمام قولي ..؟! بالطبع لا .. لكنني سأبدأ بذكر نقاطٍ رئيسية أراها تُلخص الكثير من الكلام .. عندما ذَكرْنا الله عز وجل, وذكرنا بأنه خالق كل شيء, ينبغي عليَّ أنْ أتحدثَ عن الخلق ..
الخلقُ هو إيجاد شيءٍ من عدم .. أياً كان هذا الشيء, أهو حيوانٌ أم جمادٌ أم نباتٌ أم غازٌ أم غير ذلك .. أكان كبيراً أو صغيراً, مُشاهَدٌ أو غير مُشاهَد, محسوسٌ أو غير محسوس, لهُ تأثيرٌ أو ليس لهُ تأثير .. وخالق كل شيءٍ هو الله عز وجل .. أعلمُ أنَّ هذه ليست معلومةً جديدة, أتيتُ إلى هنا لأذكرها, بل أتيتُ أذْكُرُها لأننا لم نفهمها حقَّ فِهمها, إلا من رحمه الله ..
سأطرح بعض الأسئلة, ولا تتفاجؤوا إن رأيتموها غريبة .. هل قلتَ لنفسك يوماً : أنا والحجرُ في صفة الخلق سواء ..؟! أنا والتينة في صفة الخلق أيضاً سواء ..؟! أنا والدابة سواء ..؟! وإن قلتها بنفسك فهل استشعرت بحقيقتها ..؟! هل وقفتَ طويلاً عندها ..؟! أم أنها تمرُّعليك سريعاً ..؟! أم أنكَ لا تقف طويلاً عندها لإحساسكَ بعد عِلْمِكَ المُسْبَق بأنك أكرمُ منها كلها ..؟! القليل منا يقفُ عندها .. نعم أنتَ والحجرُ والتينة والدابة سواء .. أنت وهي لستم إلا بعض المخلوقات التي تعرف والتي لا تعرف ..! والتي خلقها الله عز وجل .. فليس معنى أنَّ الله سبحانهُ وتعالى كرَّمنا عن باقي المخلوقاتِ أن نتعالى على ما كرمنا عليه, وعلى ما هو دوننا ..! فتكريم شيءٍ عن شيءٍ لا يعني أنَّ الشيء الذي كرَّمنا شيئاً عنهُ لا يهم ..! بل هو نوعٌ من التصنيف, كأن أجعل بدل كل كلمة "شيء" في الجملة السابقة اسماً تعرفونه وتعرفون على ماذا يدل, فلو أردت ذلك لاحتجت إلى مدلولين أضعهما بدل لفظة "شيء" المبهمة .. وعند إعادة تلك الجملة مع إبدال لفظة "شيء" بلفظةٍ لها مدلول, تصبح كالتالي : فتكريم المسْكِ عن التِّبنِ لا يعني أن التِّبنَ الذي كرمنا المسكَ عنه لا يهم .. وبصياغةٍ أوجز : فتكريم المسْكِ عن التِّبنِ لا يعني أن التِّبنَ لا يهم .. أكرمكم الله .. وتلك الجملة ليست إلا مثالاً يصح أن ننوع بمثلها .. فإذا عرَفنا أنَّ الشيئين لهما أهمية برغم مكانتهما وتفاضلهما, فينبغي علينا أن نعرف ما للشيئين وما عليهما في ظل أنهما يشتركان في الصفة الأساسية, وهي أنَّ الشيئين مخلوقان, ولولا تلك الصفة لما كانا في الوجود .. فعندما نأخذ المسك ونرى ما له وما عليه, فسوف نتعرف أكثر على مصدره, وصفاته كشكله ولونه ورائحته, وأنواعه إن كان هناك أكثر من نوع, إلى آخره من الصفات .. ونرى ما عليه عندما نستعرض ما لا يُستحب منه, أو ما يضر منه .. بعد معرفتنا ما له وما عليه, ينبغي علينا - مباشرةً - معرفة ما الفائدة منه .. وكما قلنا عن المسك نُطَبِّقهُ على التبن أكرمكم الله .. وسيتفاجأ الناظر فيهما بفوائد التبن التي تفوق فوائد المسك .. مع علمنا جميعاً أن المسك أفضل من التبن ..! فتفضيل شيءٍ عن شيءٍ لا يعني أنه دائماً أفضل منه ..! كما لا ننسى أن نذكر العلاقة بينهما .. فوجود بعض الأشياء والتي فضَّلنا عليها أشياءً أخرى هو سببٌ في وجود بعض الأشياء التي فضَّلناها عليها ..! أو سببٌ في استمرارها ..! ولو وضعنا الإنسان في المفاضلة تلك مع أي شيٍ آخر, لَتوَجَّب علينا أن نُنوه إلى فكرة أن الإنسان مكلَّفٌ ومُحاسَبٌ في يوم الحساب, بينما الحجرُ مثلاً لا يُحاسب .. فسينتج لنا بعد معرفة تلك الفكرة, فائدة يجب التفكر فيها .. ألا وهي : تفضيل بعض الأشياء على بعض الأشياء تكليفاً أكثر منهُ مفاضلة ..! ولذا يتمنى بعض ممَّن فُضِّل على كل المخلوقات - وكان مكلفاً - لو أنه مثل أدنى شيءٍ عرفه, لعلمه في يوم الحق أنَّ الفَضْلةَ أصبحت حجَّةً وتكليفاً بعدما فرَّطَ فيها ولم يستفد ولم يعمل بها .. ( ويقول الكافرُ يا ليتني كنت ترابا ) .. جميعنا يعرف قِصَّةَ إبليس مع آدم عليه السلام, وأنه عصى الله ولم يسجد لآدم لاستكباره .. حيث يرى أنه أفضل من آدم .. لكنَّ القليل منا فَهِمَ هذا الخبر من الله سبحانه حقَّ فهمه, ومن ثم عدم تطبيقه .. فالكثير منا عندما يسمع تلك القصة يظن أنها خاصةً بإبليس وآدم, يأخذ فقط منها أشياءً يسيرة, ولا يعرف بأنها لم تُذكر تلك القصة لنا إلا لأننا سنقع في مثل هذا الابتلاء ..! وأقصد بنفس الفكرة .. لا الموقف نفسه بالطبع, ولكن بنفس القضية .. وهي لا أفضلية لمخلوقٍ ما على مخلوقٍ آخر .. مع معرفة أن الإنسان كَرَّمه الله سبحانه وتعالى وفضَّله على جميع المخلوقات ..! والإيمان بها كذلك, ولكن لا يعني أننا نتكبر على ما فُضِّلنا عليها ..! بل ينبغي علينا الشكر لله على ذلك, وأن نعمل على ذلك, لنستحق هذا التفضيل .. الله سبحانه وتعالى خلق كل شيءٍ لحكمة, ولهدف, ولم يخلق سبحانه شيئاً عبثا .. وخلق الإنسان ليعبده, كما أنه سبحانه خلق الجِنَّ لتعبده .. أي أنَّ الإنسَ والجنَّ كان الهدف من خلقهم العبادة لله سبحانه .. أي أنَّنا من المخلوقات المُكلَّفة .. وباقي المخلوقات ليست مكلفة .. فإن كنتَ في الدنيا مسكاً فلا تكن في الآخرة تبنا ..!
نأتي بعد ذلك لذِكرِ مُلخص يُلخص ما أنتَ ؟ ولماذا أنتَ ؟ وما حولك ؟ وماذا عليك فعله ؟ الله تعالى خلق السماوات والأرض وما بينهما, وأنتَ بعض مما عليها, والهدف من خلقك هي العبادة والشكر لله وحده لا أن تشرك معه سبحانه أيّ شيءٍ كان .. وعندما جعل الله سبحانه الإنسانَ مكلفاً محاسباً على أفعاله وأقواله وكل ما يُظهر وما يُبطن أخبرنا بما لنا وبما علينا, وماذا نفعل, وماذا لا نفعل, أخبرنا بأوامره ونواهيه, وعَلَّمنا كل شيء, وعلمنا إن لم نُطعْه ماذا سنلقى, وإن أطعناه ماذا سنلقى, وأرسل رسلاً ونبيين ليكونوا مبشرين ومنذرين لنا, وليكونوا حجةً علينا يوم القيامة, وأن نقتدي بهم, وأخبرنا عن الأقوام التي سبقونا, وماذا فعلوا, وعن مكافأته سبحانه لمن أطاعه, ومجازاة من عصاه, علمنا سبحانه بمن ربح وبمن خسر من الأقوام التي قبلنا ليكونوا عبرةً لنا .. فلم يظلم سبحانه الإنسان, بل الإنسان من يظلم نفسه .. سيقول البعض نعرف هذا جيداً .. لكن ما لا يعرفه الكثير هو أن الزيادة في قدر الشيء فوق قدره يكون غالباً شركاً بالله ..! كيف ذلك ..؟! عندما أُحبُّ الرسول صلى الله عليه وسلم وأُفْرِط في المحبة حتى أُصْبِح أُعَظِّمه وأذْكره وأتفكر فيه أكثر من تفكري بالله سبحانه وذكري لله سبحانه وتعظيمي لله سبحانه فعند ذلك أقع في الشرك ..! بالرغم من وجوب محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ..! حتى أنك تحبه أكثر من نفسك ..! نعلم جيداً أن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة وهي من محبة الله عز وجل وامتثالا لأوامره, وأنَّ طاعة الرسول من طاعة الله عز وجل .. ولكن لا ننسى أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس إلا عبداً من عباد الله اصطفاه وكرمه بفضله سبحانه وجعله حاملاً رسالةً من الله عز وجل ليبلغنا بها وليدعونا لعبادة الله وحده لا شريك له ..! بل ينبغي علينا كلما تفكرنا في الرسول صلى الله عليه وسلم أن نتفكر بالله عز وجل قبل ذلك, وأنَّ الله هو من لهُ كل شيء, وأنه سبحانه هو من فضَّلَ الرسول وجعل الهدف من إرساله ليكون بشيراً ونذيراً لنا ..
كل شيءٍ بقدر .. فماذا عمَّن يُحب شخصاً أقل قدراً من الرسول صلى الله عليه وسلم ويُفرِط في محبتهِ وهو قد مات منذ سنين حتى استعان به في كربةٍ ما ..؟! فنسي أن يقول : يا الله .. فقال - لإفراطهِ - يا فلان ..! دعوني أُبْدِلُ لفظةً في الجملة السابقة بلفظةٍ أخرى .. لتصبح : فقال - لإشراكه - يا فلان ..!
أرى أن التفريط بشيءٍ غالباً ما يكون كفراً, والإفراط بشيءٍ غالباً ما يكون شركاً ..! فإن أحببت شيئاً أكثر من قَدْرِهِ فأنت أشركت بذلك .. وإن خِفتَ من شيءٍ أكثر من قدره فأنت أشركت بذلك .. وإن طعتَ شيئاً أكثر من قدره فأنت أشركت بذلك .. لأنكَ بالإفراط تكون قد أنْقَصْتَ شيئاً من حقِّ الله عز وجل ووهبتهُ لما دون الله عز وجل ..! فلو أحببتَ هرةً - ولا تتعجبوا - وكرَّستَ جل وقتكَ في الاهتمام بها والتفكير بها, وإعطائها فوق قَدْرِها فأنت أشركت بذلك ..! وإن كنتَ لا تعبدها ..! وإن كنتَ تؤمن بالله عز وجل وحده وأنه لا شريك له ..! فذلك لا يكفي ..! فلا يكفينا ترديد عباراتٍ والإيمان بها ونحن لا نُطبِّقها ..! أو نطبق بعضاً منها ..! أو نفعل أشياءً ظناً مِنَّا أننا نطبق ما علينا وهي لا تمت بأي صلةٍ بما يجب علينا تطبيقه ..!
مَشاهدٌ وأحداثٌ وهتافاتٌ نراها كل يومٍ ولا نراها حق رؤيتها ..! فعندما رأينا مثلاً الصور الكاريكتورية المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم ثِرْنَا جميعاً وغضبنا غضباً شديداً حتى رهبتنا اليهود والنصارى .. وهذا شيءٌ محمود .. ولكن عندما نرى الإساءةَ بأعيينا لبيوت الله وهدْمِها وحصارها لا نحركُ ساكناً ..! وهو ربنا ورب محمدٍ وخالقنا وخالقه ..! لماذا لم نغضب كغضبنا ذاك ..؟! والحق هو أن نغضب غضباً أشد من ذاك الغضب ..!
عندما تمتليءُ مدرجات ملعبٍ ما, مُلبِّينَ دعوة رئيسٍ ما, لنصرة فريقٍ ما, حتى تصبح الشوارعُ شِبهَ خاليةٍ لانشغالهم بنصرة ذاك الفريق حباً وولاءً وانتماءً ونصرةً لأشخاصٍ يمارسون رياضةً ما ..!
وعندما يُنادي المُؤَذِّنُ نداء الله عز وجل ترى المساجد شبه خالية ..! والشوارع لا زالت زحام ..! أليسَ ذلك إشراكاً بالله عز وجل, وإن كنا نؤمن بأنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له ..؟!
لابد أن أُنوِّهَ بأننا لو عبدنا الله ليل نهار, وحاولنا أن ننصره, وأن نُطبق كل ما أُمِرْنَا به, ونبتعد عن كلِّ ما نهانا عنه, جميع من على هذه الأرض فلن نُغني من الله شيئا ..! وأننا لو كفرنا بالله كلنا, ولم نحاول أنْ ننصره, بل وإن حاربنا الله جميعاً, كل من على هذه الأرض فلن نَضُرَّه شيئا ..! الله غنيٌ عنا, وليس بحاجةٍ لعبادتنا لنزيده شيئاً أو نَصْرِفَ عنه شيئاً, وأنه ليس بحاجةٍ لنصرتنا له سبحانه وتعالى .. بل إن أَحْسَنَّا فلأنفسنا, وإن أسأنا فعليها ..!
عندما يكون انتماءنا - وأقصد الدول العربية - للعروبةِ أكثر من انتماءنا للإسلام فنحن أفرطنا بذلك وأشركنا ..!
عندما تسمع أنَّ هناكَ اجتماعٌ لبعض الدول المسلمة للتشاور في أمورهم وهم يسمون اجتماعهم هذا ( قمةً عربية ) ولم يسموه بـ ( قمة إسلامية ) فهذا يعني أن انتماءهم للعرق العربي وليس للإسلام ..! وإن كانت بعض مناقشاتهم للبحث عن حلول للدول الإسلامية ..! فالمبدأ والشعار الذي تسموا به هو نفسهُ من حاربه الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أرسله الله عز وجل ليُصحِّحَ هذا الانتماء وأن يبدلوه بالإسلام ..!
أليست هذه من صفات المشركين في القبائل العربية كقريش وغيرها ..؟! ألا ترون أن التاريخ يعيد نفسهُ ولكن بصياغةٍ مختلفة ..؟!
ألا ترون أنَّ لكل دولةٍ اسمٌ ينتمي كل مواطن له ويتسمى بذلك الاسم ليكون منتمياً ومنتسباً لذلك المسمى بدلاً من الانتماء والانتساب للإسلام وهو حق الانتماء والانتساب ..؟!
ويتحاذق الكثير بأنه ليس معنى أن أنتمي لوطنٍ ما, وعرقٍ ما, أنني لا أنتمي للإسلام, وأنه من الممكن الجمع بينها ..
وللرد عليهم نقول لهم : ليتكم عندما جمعتم بينها قدمتم كلمة الإسلام على العربية ..! كأقل تقدير ..! مع أنه لو أبقيتم على الجمع بين هذه الانتماءات وقدمتم كلمة الإسلام على غيرها لما كفاكم هذا, ولما أصلحتم الأمر .. ولكن ليكون لكم شيئٌ يخولكم لتبدوا رأيكم ..!
عندما يصبح الإسلام كرة قدم, وفِرَقاً تتصارع, كلٌ يقذفها كيفما شاء ..! وجماهيرٌ تهتف, كلٌ يؤازر الفريق الذي مال قلبه إليه .. ورؤساء تقودها, وتدفع لها أموالاً طائلةً لتحقق لها أهدافها .. وتربح كؤوساً مُذهَّبةً بِعَرقِ لاعبيها ومدربيها ..! فنحن أفرطنا وفرَّطنا وأشركنا ..
وعندما وعندما وعندما ...
ومهما قلنا وقلنا وأكثرنا من "عندما" .. فسيأتي يومٌ نقول فيه جميعنا : عندما كُنا في الدنيا ..!
اللهم إنا نسألك السلامة في الدنيا والآخرة, وأن تنجينا برحمتكَ لا لعملٍ عملناه ..! برحمتكَ يا أرحمَ الراحمين .. اللهم تُب علينا, وعلى آبائنا وأخواننا المسلمينَ في كل مكان, واغفرلنا ذنوبنا, وأصلح أحوالنا, واهدنا بهديكَ صراطك المستقيم, طريق الحق, الطريق الذي ترضاه يارحيم ..
هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم, وأشهد ألا إله إلا الله وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله ..[/size]