موضوع: من هم خير القرون ؟ الأربعاء 22 فبراير 2012 - 12:32
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى صلى الله عليك يا علم الهدى ماهبت النسائم وما ناحت على الايكِ الحمائم أما بعد أسال المولى عز وجل أن يرحمني وإياكم وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن نعمل فيما علمنا أنه القادر على ذلك وهو العزيز الحميد. هذا بحث من أعدادي وترتيبي قمت بجمعه لكي انفع به أخواني وطمعا بدعاء صالح منهم عسى أن يرحمني الله ويتغمدني برحمة من عنده . قال اللّه تعالى : { وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } سورة النساء : الآية ، 115 . وقال : { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } سورة التوبة : الآية ، 100، وقال النَّبِيُّ صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم : « خَيْرُ النَّاسِ قَرْني ثُم الَذيِنَ يَلُونَهُمْ ثُمَ الَذِينَ يَلونَهُمْ » رواه البخاري ومسلم . ورسولُ اللّه- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- وصحابته والتَّابعون لهم بإِحسان هم سلف هذه الأمة ، وكل من يدعو إِلى مثل ما دعا إِليه رسول اللّه- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلَّم- وصحابتُهُ والتابعون لهم بإِحسان ، فهو على نهج السلف .(الوجيز في عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة ،/16) أَفضلُ السلف بعد رسول اللّه- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- الصحابةُ الذين أَخذوا دينهم عنه بصدق وإخلاصٍ ، كما وصفهم اللّه تعالى في كتابه العزيز ، بقوله : { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } سورة الأحزاب : الآية ، 23 . ثمَ الذين يلونهم من القُرون المفضلة الأولى ؛ الذين قال فيهمِ رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم : « خَيْرُ النَّاس قَرْنِي ، ثُم الَذينَ يَلونَهُمْ ، ثُمَّ الَذِينَ يَلُونهُمْ » ولذا ؛ فالصَّحابة والتابعون أَحق بالاتباع من غيرهم ، وذلك لصدقهم في إيمانهم ، وإخلاصهم في عبادتهم ، وهم حُرَّاس العقيدة ، وحُماة الشريعة العاملون بها قولا وعملا ، ولذلك اختارهم اللّه تعالى لنشر دينه ، وتبليغ سُنَّة نَبيِّه صلى الله عليه وسلم . قال النَّبِيُ صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم : « تَفْتَرقُ أمَتِي عَلَى ثَلاَث وَسَبْعِينَ ملة ؛ كُلهُم في النارِ ، إِلا مَلّة وَاحِدَة » قالوا : مَن هي يا رسول اللّه؟ قال : « مَا أَنَا عَلَيْه وَأصْحابي » ((صحيح سنن الترمذي : للألباني)) ويُطلق على كلِّ من اقتدى بالسَّلف الصالح ، وسار على نهجهم في سائر العصور " سَلَفِيّ " نسبة إِليهم ، وتمييزا بينه وبين من يخالفون منهج السَّلف ويتبعون غير سبيلهم . قال تعالى : { وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } ولا يسع أَي مسلم إِلا أَن يفتخر بالانتساب إِليهم . ولفظ " السَّلفيَّة " أَصبح علما على طريقة السلف الصَّالح في تلقي الإِسلام وفهمه وتطبيقه ، وبهذا فإنَّ مفهوم السَّلفيَة يطلق على المتمسكين بكتاب اللّه ، وما ثبت من سُنَّة رسول اللّه- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- تمسكا كاملا بفهم السَّلف . .(الوجيز في عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة ، /21_22). قال أبو زرعة وهو أجلّ شيوخ الإمام مسلم : إذا رأيت الرجل ينتقص امرأً من الصحابة فاعلم أنه زنديق ، وذلك أن القرآن حق والرسول حق وما جاء به حق ، وما أدى إلينا ذلك كله إلا الصحابة . فمن جرحهم إنما أراد إبطال الكتاب والسنة . فيكون الجرح به أليق والحكم عليه بالزندقة والضلال أقوم وأحق - قال العلامة ابن حمدان في نهاية المبتدئين : من سب أحدا من الصحابة مستحلا كفر ، وإن لم يستحل فسق ، وعنه يكفر مطلقا ، ومن فسقهم أو طعن في دينهم أو كفرهم كفر. ((شرح عقيدة الفاريني ( 2 / 388 - 389 ))
طريق الخلاص من الفرقة والاختلاف : ومن المعلوم أن الفرقة الناجية والطائفة المنصورة هي الجماعة . والجماعة هم الذين يسيرون وفق منهج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم وأصحابه لا يعدلون عن ذلك ولا يحيدون عنه يمينًا أو شمالًا . قال الشاطبي رحمه الله في الاعتصام : (إن الجماعة ما كان عليه النبي وأصحابه والتابعون لهم بإحسان) . فطريق الخلاص هو اتباع منهج أهل السنة والجماعة قولًا وعملًا واعتقادًا ، وعدم مخالفتهم أو الشذوذ عنهم .(أصول الأيمان في ضوء الكتاب والسنة/394) __________________