أحسست أن ملامح الكون حزينة حيث كانت السحب تجر بعضها بتثاقل وتخالطت ألوان الغروب
حولها لتواسيها..
كنا ننظر إليها بمحاجر دامعة..لتهب نسمات الهواء فتسقطها
حينها استـفـــقنــــــــــــــــــــا
إننا أصبحنا في المحطة الأخيرة من الرحلة
رحلة الأرواح إلى بارئها
الرحلة التي وجدنا فيها أنفسنا بعد أن ضاعت في متاهات الحياة بدأناها بأرواح متعطشة منهكة من أعباء الحياة فتسامت في مناسك عظيمة إلى أن وصلت إلى الطهر الطهر من الشوائب من الباطل من كل شيء دون الله يالها من عبادة عظيمة وشريعة جليلة أحرمنا لله فأعلنا له افتقارنا إليه وتبرأنا من زينة الدنيا وزخرفها طفنا بالبيت العتيق العظيم المحفوف بالدعوات والألسنة اللاهجة بذكره ملبين.. سعينا بين الصفا والمروة فاستشعرنا عظمته من مكان نزلنا بمنى للننقطع إلى الله و به وقفنا بعرفة ذلك اليوم العظيم الذي لا ترد فيه مسألة أو دعاء بتنا بمزدلفة في تلك الليلة الساحرة في هدوئها وأمنها عدنا لنطوف في يوم السبق إليه من القربات عدنا ليكون اخرعهدنا بمكة البيت العتيق طفنا استودعنا الله ديننا وعقيدتنا سألناه القبول بعبرات مخنوقة وأن يكتبها لمن أرادها ودعنا من عرفناه وعرفنا من أحبنا وأحببناه ومن جمعتنا بهم تلك البقع الشريفة على مختلف لهجاتهم ولغاتهم.. ودعناهم بابتسامة رضا وأمل أنه كما جمعنا في هذه المقدسات أن يجمعنا في عليين على سرر متقابلين
هذه خاطرة حاج خرجت مع أنفاس متقطعة وحنين حارق وهنــــــــــــــــــــــــــــا يتسع المكان لنقرأ خواطر إخوتنا الحجاج.......................